Top Ad unit 728 × 90

News

recent

تطور ذكاء الإنسان ج1 The evolution of human intelligence c 1


بحث في تطور ذكاء الإنسان الجزء الأول
تطور ذكاء الإنسان ج1
مخ الإنسان وطبيعته/ تطور الذكاء/ نظريات الذكاء/ تصنيفات الذكاء

الموضوع يتحدث عن ألآتي:

مقــــدمـــــــــة

مخ الإنسان 

طبيعة مخ الإنسان 

تطور ذكائه 

ذكاء الإنسان

طبيعة ذكاء الإنسان

تطور ذكاء الإنسان

نظريات ذكاء الإنسان

تصنيفات الذكاء

كلمة ختامية


مقــدمــــــة:

لقد تميزت الإنسانية بعقولها التي هي مركز الفهم والفكر ومركز التحكم بالجسد، وما حركتنا وأقوالنا إلا ترجمة لأوامر عقولنا. وإذا كان الذكاء يشير في جوهره إلى القابلية على التفكير المجرد والتصور والتخيل والتعقل والكلام...الخ، وإلى بنية من السلوك المتوازن، وإلى قدرة على التكيف، وإلى قدرة على التصالح مع النفس والحياة بكل أشكالها. وإذا قمنا بقياس الذكاء فإننا نحصل على تقدير مستوى الفرد في كل قدرة من القدرات العقلية الأولية، وعندما نقوم بتجميع هذه القدرات بنسبها الصحيحة فإننا نحصل على مستوى قدرات الفرد. نحصل على نهائي أو محصلة قدرة قدراته العقلية، ألا وهو ما نسميه "الذكاء" الذي هو قدرة القدرات العقلية.
وبالتأملات المتواضعة الصادقة إلى حد ما، نجد أن ذكاء الإنسان يتأثر بكل الأشكال والصور الموجودة في الحياة، سواء كانت سلبية أو كانت ايجابية، ويتأثر أيضاً بما يلم به من عوامل نفسية كالحزن والضيق بالحياة، ويتأثر كذلك بما يلم به من عوامل الهزيمة الروحية، التي توشك أن تسد عليه كل الطرق، وأن تسلب منه أي حماسه للحياة أو ابتهاجه بها. إنها مشكلة أو مرض الحزن البشري والخصومة مع الحياة.
إن التأمل والتمعن في ذكاء الإنسان، مع الأخذ في الاعتبار أن الإنسان مخلوق مفكر، وأن أجهزة العقل الإنساني هي أجهزة تتلاطم في فوضى، في لُجة من كيمياء الأعصاب. وأن الإنسان يبدأ منذ ولادته في التعلم واكتساب الخبرات، وبمرور السنوات تزداد حصيلته من الحقائق والعلاقات والمحادثات والخبرات السارة والحزينة. وأن العقلانية تقودها المشاعر بل يمكن أن تغرق فيها أيضاً، هذه المشاعر لها دور أساسي في التفكير، كما أن العواطف لها قوتها التي تؤثر في الحياة الذهنية، ولا ننسى قيم القلب الإنساني ـــــ قيم الإيمان والأمل والإخلاص والحب ـــــ فالانفعالات تغني الإنسان. ودور الذكاء في العلاقات بين الناس، بوصفه عنصراً أساسياً يجعلك منسجماً مع نفسك. إنه إشارات عن الشعور العميق ضرورية للذكاء في التعامل الشخصي المتبادل بين الناس وبين الناس والحياة. ولا شك في أن أساس ما نتمتع به من قدرات، هو أساس عصبي، ومع ذلك، فالمخ طيع وبصورة ملحوظة، لأنه دائم التعلم والتطور والتكيف.
ومع كل هذا، يستمر الإنسان في محاولاته المريرة بعقله للبحث عن الحلول المناسبة التي ينصرف إلى التفكير فيها بعقله وقلبه وروحه. بل وبأحاسيسه (سواء البسيطة أو المركبة)، حلول خاصة بالبيئة وبالعالم الداخلي والخارجي. وحواس الإنسان هي أول الأدوات التي تربطه بالحياة عموماً، وبها تحصل المعرفة ويتم التكيف.
وبمرور الأيام يفيق الإنسان من كبوته هذه بين الحين والآخر، ويتدفق في روحه عزيمة تريد أن تنتصر على الحزن والأسى والتشاؤم. على الرغم مما يصطدم به الإنسان وهو في طريق الحياة، ببعض الأحزان الكبيرة. فيدخل مع هذه الأحزان في صراع حاد بإرادة قوية لكي ينتصر فيه، وأن يواصل حياته رغم عدوان الحزن والكآبة. ويحاول أن يعيش في سلام مع نفسه، وفي سلام مع الحياة من حوله.
إن قدرة الإنسان على التكيف العقلي مع الحياة وظروفها، والتصالح معها بدلاً من التصادم. وقدرة الإنسان على الإدراك لمجل العمليات التي تحدث في للحياة والتي تبدأ من محاولاته لتفسير المؤثر إلى معرفة طبيعته وصفاته المعقدة. وحيث أن الإدراك الإنساني هو العملية النفسية التي يتم بها اتصال الإنسان بالعالم الخارجي ومعرفة الأشياء في هذا العالم وهو تابع لاهتمامات الإنسان ولقدراته العقلية، لإدراك ما وراء الإحساس، وإدراك ما وراء المعرفة.
فيتطور عقل الإنسان عن طريق المقارنات بين ما يحدث له الآن وما هو مخزن في الذاكرة التي هي أساس الحياة ودونها لا يوجد إحساس بمعنى الحياة، ويتطور ذكائه وهو قدرة قدراته العقلية. وتنطلق قدرة الإنسان ويستفيد من خبراته السابقة في حل أية مشكلات تستجد في الحياة، وكذلك بقدرته على التفكير المجرد والمنطقي والتعامل المجدي مع الحياة، وبقدرته على التصرف بسلوك ذكى مبتكر في المواقف الجديدة والمشكلات التي تتجاوز قدرة الغريزة والعادة. وبالتصرف الهادئ مع ما حوله في الحياة. وبقدرته على التركيز ومقاومة العوامل الانفعالية. كل هذا وغيره من العوامل يسمى الذكاء.
فالذكاء هو عملية معقدة تتداخل فيها عوامل كثيرة عديدة مثل التفكير والذاكرة والخيال والتصور والتعقل، كما أن الذكاء هو شيء غامض، هو أمر نسبي، لا يمكن تعريفه تعريفاً تاماً. فالإنسان الذكي هو الذي يتمتع أو يتميز بسرعة الفهم وحدته وتمام الفهم والقدرة على التعلم، والحنكة والمهارة في إدارة كل ما يخصه، وحسن التصرف إزاء القضايا والمشاكل التي تعترض مسيرته في الحياة، والقدرة على التخيل للأهداف وتصورها وتحديد البدائل والحلول المناسبة في المواقف المختلفة. وقدرته على أن يعيش ماضيه وحاضره ومستقبله، ويستعين بالخبرات والتجارب الماضية بالاعتماد على الذاكرة التي قد لا تكون فقط أفضل بكثير مما كنا نعتقد، ولكنها في الحقيقة قد تكون رائعة. حتى يستطيع أن يعيش بسلام مع نفسه ومع الحياة.

مخ الإنسان

======
الدماغ هي مركز التكامل ومركز العمليات العقلية العليا .. ولا يمكن أن يتحقق الإدراك والتفكير ووعى الأحاسيس والشعور ..الخ. من العمليات العقلية دون فعالية الدماغ وبقية أعضاء الجهاز العصبي. أما مخ الإنسان فهو ليس مجرد عضو واحد احتواه وتضمنه الجسم إنه في الحقيقة يتكون من مجموعة من الأعضاء. فمن الناحية التشريحية، يمكن التمييز بين ثلاثة مواقع من المخ، أي التمييز بين المنطقة الخلفية من المخ، وجذع المخ، والمخ الجديد. وكل موقع من هذه المواقع يقوم بوظيفة منفردة، ومع هذا تقوم جميعاً بأدوارها الخاصة بتناسق مع المواقع والأعضاء الأخرى من المخ. ومواقع المخ الثلاثة هي: أولاً المنطقة الخلفية من المخ التي تسمى المخيخ أو المخ الصغير ، وهو المسئول عن تنسيق الحركات وتوافقها، كما أنه المنظم العظيم للحركات الإرادية، ويتصل المخيخ من أسفل بالنخاع المستطيل من خلال جسر يحوي عدداً كبيراً من المسارات العصبية ويسمى بالقنطرة. ثانياً جذع المخ وهو عبارة عن الجزء الأسفل من القنطرة، (أي الجزء المتصل بالحبل ألشوكي)، وفيه تستقر مراكز الوظائف اللاإرادية الضرورية للحياة، كالتنفس وتنظيم ضربات القلب، والدورة الدموية وضغط الدم. ويتصل بالجزء الأعلى من القنطرة أيضاً الجهاز الطرفي، الذي يستقر خلف الأنف تماماً. وبينت دراسات حديثة أن أجزاء من الجهاز الطرفي تختص بالانفعال وإثارة الانتباه والذاكرة والاستثارة الجنسية. وثالثاً المخ الجديد وهو عبارة عن الجزء الأكبر من حجم المخ، ويتكون من نصفين كرويين لكرة المخ (وهما النصف الأيمن للمخ والنصف الأيسر للمخ)، ويغلفان كل أجزاء المخ، سابقة الذكر، ماعدا المخ الذي يوجد أسفلهم. ويتكون نصفا كرة المخ من مادة رمادية تكون قريبة من السطح وتسمى قشرة المخ، وفيها تستقر الخلايا العصبية التي تحكم الملكات العقلية كالذكاء والحكم. وتعد مناطق قشرة المخ أي المادة الرمادية، من أهم أجزاء المخ الجديد، مع أنها تشغل مساحة بسيطة من مادته. والنصف الأيمن من المخ يتولى إدارة الأجزاء الواقعة على يسار الجسم، وفيه تتركز الوظائف المتعلقة بالحدس والانفعال والإبداع واستخدام الخيال، ولهذا يسمى النصف الحدسي. أما النصف الأيسر من المخ فيتولى إدارة الأجزاء اليمنى من الجسم، وهو النصف التحليلي والعقلي. وهو له السيادة من حيث ضبط مراكز الكلام وبعض جوانب التفكير النقدي والتحليلي، والمراكز العصبية التي تضبط نشاط الحبال الصوتية واللسان والشفتين. وإجمالاً هما مخان في رأس واحدة، والمخ هو أحد جزأين رئيسيي من الجهاز العصبي العام الهامة، أما الجزء الآخر فهو النخاع ألشوكي. كما أن للمخ بقدراته، دور عظيم في ارتقاء الإنسان، وضبط سلوكه مع نفسه ومع غيره، ومع بيئته، ومع الحياة بوجه عام.

طبيعة مخ الإنسان وتطور ذكائه والإنجازات التي حققها

==========================================
لكي نفهم تطور ذكاء الإنسان، لا بد أن نعرف أنه مرتبط بدرجة كبيرة بتطور مخ الإنسان والسلوكيات والنشاطات التي يتحكم فيها المخ. وأن نصف العلاقات بين تركب المخ من مكوناته وعناصره البسيطة وأجزائه التشريحية. وأن نعرف النظريات الأساسية للذكاء الإنساني، ولا بد أن نعرف أنواع وتصنيفات الذكاء. كما أنه توجد فروق فردية في الذكاء.
ذكاء الإنسان بصفة عامة نعني به: قدرة القدرات العقلية بأنواعها المختلفة حسب الوراثة والبيئة والثقافة وأصول لغة البشر وطبيعة المجتمع وحسب الزمان/والمكان. وتختلف درجات الذكاء بين الأفراد حسب درجات التفاعل بين الوراثة والبيئة. فكل الأفراد أذكياء ولكن لكل منهم قدرات عقلية متفاوتة، منها القدرات العامة وهي الذكاء وهو القدرة الكامنة وراء جميع أساليب النشاط، ومنها القدرات الخاصة وهي القدرات الكامنة وراء أساليب معينة من النشاط.
دماغ الإنسان هو: الجزء العلوي من الجهاز العصبي المركزي الموجود ضمن الجمجمة، والجهاز العصبي هو الجهاز الذي ينظم أوجه النشاط المتباين الذي تقوم به أعضاء الجسم المختلفة .. ويتعاون في هذا المجال مع الجهاز الهرموني .. وهو شبكة اتصال داخلية في الجسم تساعد على التواؤم مع التغييرات البيئية المحيطة به. ويتميز الدماغ بشكل جوهري أنه مركز الوعي وجميع الوظائف الذهنية المختلفة التي تسمح وتهيأ للكائن البشري قدرات التفكير والتعلم والإبداع، فهو مركز التكامل ومركز العمليات العقلية العليا .. لا يمكن أن يتحقق الإدراك والتفكير ووعي الأحاسيس والشعور ..الخ من العمليات العقلية المعقدة دون فعالية الدماغ وبقية أعضاء الجهاز العصبي. والجهاز العصبي يمتلك التحكم بمعظم والوظائف الفكرية والحركية والانتباه التام وامتلاك الحواس بوجه كامل.

الدماغ تنقسم إلى أجزاء متباينة تشريحياً ووظيفياً ، وهذه الأجزاء هي: 1) المخ هو عضو جسمي مادي فهو عضو الحياة ومركب من مواد كيميائية أو عضوية ويقيم علاقات فيما بينه وبين بيئته، وهو جزء من جهاز وظيفي أكبر، والمخ مؤلف من مادة رمادية ومادة بيضاء، ووظيفته العامة الذهن أو التفكير، والسلوك هو المنتج النهائي للمخ، وله بنية ثلاثية الأبعاد، وتوجد داخل المخ تجاويف هي مجموعة مما يسمى بطين، والنسيج المحيط بمجموعة البطين هذه أو هذه التجاويف الذي يغطي المخ هو الذي يقوم بالوظائف الرئيسية. وأقسام المخ ثلاثة أقسام، بادئين بالحبل ألشوكي الأعلى، الأول المخ (أو الدماغ) الخلفي، والثاني هو المخ الأوسط الذي يصل ما بين الخلفي والأمامي، والثالث المخ الأمامي. 2) المخيخ وهو جسم بصلي الشكل في مؤخرة الدماغ (المخ) حيث يبرز ألعامود ألشوكي. المخيخ هو أقدر بنية دماغية على المعالجة المتوازية فهو يستطيع معالجة الكثير من أعقد الأوضاع الحركية دفعة واحدة أي في نفس الوقت. ويتكون المخيخ من نصفين كرويين، ويمكن تقسيمه إلى أجزاء ذات وظائف مختلفة: الجزء الأول هو المخيخ البدائي وهو أقدم أجزاء المخ من حيث التطور النوعي وهو مرتبط بالحركات الأكثر غلظة للرأس والجسم، والجزء الثاني هو المخيخ المستحدث الذي يقوم بتنسيق الحركات الإرادية الدقيقة وتسهيل أدائها والتأكد من أن اتجاهها ومداها صحيحان. والمخيخ ينقسم جانبياً إلى نصفين كرويين متميزين. 3) قاعدة المخ أو أسفل المخ أو مؤخر المخ يقوم في الأساس بتدعيم الوظائف الجسمية الحيوية، وهي مكونة من مجموعة من الأعضاء: النخاع هو أول مكون رئيسي وهو تكملة للعامود الفقري ويختص بالتحكم في التنفس وضربات القلب والهضم، ويوجد فوقه جسر فارول الذي يستقبل المعلومات التي ترسلها الأجزاء البصرية للتحكم في العين والحركات الجسمية، وترسل هذه المعلومات للمكون الرئيسي الثالث لمؤخرة المخ وهو المخيخ، والمكون الرابع فهو التشكيل الشبكي الذي يلعب دوراً مهماً في النهوض وفي دورة النوم والاستيقاظ، وأهم هذه الأعضاء هو الدماغ المتوسط الذي يقع فوق مؤخرة المخ ومكوناته الأساسية هي: قاعدة السويقات والقشرة والسقف، ويختص أول اثنين منهم بالحركة، ويحتوي السقف على مجموعة من الخلايا هي النوايات البصرية والسمعية. وقاعدة المخ هي معبر للرسائل الحسية والحركية وبداية تحويل الإحساس من اليمين إلى اليسار وبالعكس ومنظم لعمل الأحاسيس من الأعضاء الداخلية وكذلك العمليات اللاإرادية وكذلك مقر الشبكة العصبية.

كل هذا بعض من التركيب الوظيفي لأنسجة: المخ، وأعضاء الجهاز العصبي المركزي ـــــ الذي يتكون من: المخ والنخاع ألشوكي واتصالات عصبية أخرى ــــــ وأعضاء الجهاز العصبي الطرفي الذي يتكون من الأعصاب، وأهمها الأعصاب الدماغية أو الجمجمة، والأعصاب النخاعية الشوكية، والأعصاب الذاتية اللاإرادية أو المستقلة ــــــ ، والمراكز العصبية المسيطرة على سلوكيات الإنسان وخاصة ما يرتبط منها بالوظائف الإدراكية والمعرفية واللغوية والذاكرة وعمليات التعلم والاتصال والتخاطب.
كما أنه يتم التكامل بين العقل والجسم، حيث أن جانبي المخ على سطحيهما مادة بنية هي اللحاء، ويمكن أن يتعاون الجانبان لإنتاج سلوك متناسق لأنهم يشتركان في المعلومات عن طريق نسيج كبير من الألياف التي تسمى كتلة الألياف، كما أنهما يرتبطان بطريقة غير مباشرة من خلال المكونات تحت أللحائية التي يقعان فوقها. فالاتصال ملمح مهم جداً من ملامح المخ، والمراكز العليا والمراكز الدنيا ترتبط ببعضهم من خلال أجهزة ألياف صاعدة وهابطة، وتقوم هذه الأجهزة بالوصل بين أجزاء مؤخرة المخ ووسط المخ ومقدمة المخ. كما أن أللحاءات المخية تشتمل على المراكز التي تمزج المعلومات القادمة من الحواس بالأفكار والذكريات لتكون صورة كاملة عما يحدث في العالم من حولنا. ولهذا فإن أللحاءات المخية هي موضع معظم القدرات العقلية المتطورة التعقيد.أن العمليات الذهنية التي تحدث في المخ هي ذات طبيعة بالغة التعقيد والدقة. ويبدو أنها لا تتخذ مستقراً لها في أي جزء بعينه من اللحاء، فلا يوجد "مركز الذكا " في المخ.
نمو المخ يبدأ مبكراً في حياة الجنين الأولى ويستمر النمو لفترة بعد الولادة إلى مرحلة البلوغ. وخلال السنوات الأولى من عمر الطفل، يقوم بسلسلة من التغييرات غير العادية تبدأ بعد الميلاد بفترة قصيرة، حيث يقوم المخ ببناء مليارات المليارات من الوصلات بين الخلايا العصبية، والتي لا يستخدم جزء كبير منها، ولهذا وبدءاً من سن العاشرة أو قبل ذلك، يبدأ المخ في التخلص من الوصلات التي لم تستخدم طوال سنوات الخبرة في أعوام حياته الأولى ليترك مخ الإنسان بعد ذلك وهو يحمل نموذجاً فكرياً وعاطفياً متميزاً عن غيره.
كما أن مخ الإنسان بطبيعته هو بنية ثلاثية الأبعاد، مهيأ للتجارب مع الظروف المتغيرة في بيئة الحياة. فمثلاً مع تغير درجة حرارة البيئة نجد الإنسان يدفئ نفسه بالارتعاش ويرطب نفسه بالعرق. وبهذه الطريقة يحتفظ بمخه في أفضل حرارة ملائمة.
والواقع أن منظم الحرارة هذا موجود داخل المخ، مما يجعله شديد الحساسية للتغيرات في حرارته. كما أن هذا المنظم للحرارة الداخلي كان لديه القدرة الفائقة في الاستمرار في الحياة. واستطاع الإنسان دائماً أن يجعل هذا المنظم يحتفظ بحرارته الداخلية ملائمة لكي تتفرغ بقية مخه للتركيز على المهام الشاقة الأخرى مثل كسب العيش أو حتى مجرد البقاء.
الإنسان لديه القدرة على الكلام وتسجيل كلامه، وقادر على التواصل عن طريق الأصوات، وقادر على التعبيرات الوجهية وإيماءات الجسد، وقادر على تسجيل حديثه وبفضل هذه القدرة الأخيرة تمكن من السيطرة على كافة أشكال الحياة.
وكذلك قدرته على التسجيلات المكتوبة للأحداث التاريخية، والتي تمكن منها منذ خمسة آلاف عام تقريباً. وبذكائه استطاع الإنسان أن يحدث تعديلات وتطويرات في الحياة ميزت عقله ليرتقي من مجرد كاتب بدائي ومسجل لخبراته حتى يستفيد منها الآخرون، إلى السيطرة على كافة أشكال الحياة.
إن القدرة الفريدة التي تسمى الترميز والتي بها الكلمات المكتوبة رموزاً للأفكار، بل ويمكن استخدامها لتوضيح الأفكار بل وللوصول بسرعة أكبر فأكبر إلى أفكار أكثر تعقيداً. إن نقطة استخدام الفكر الرمزي هي سر تفوق الإنسان في قدرته العقلية على التعامل بالرموز. وبالمزج بينها وبين الخيال استطاع أن يخطط للمستقبل عن طريق إدراكه الواقعي لنتائج حدث معين مختار من بين عدد من البدائل والاحتمالات. كما أن بعد النظر هذا من أن يكسب مزيداً من وقت الفراغ والراحة.
وتاريخ الإنسان يثبت ويكشف سرعة ومدى تطور عمليات الإنسان العقلية وتطورها إلى الطريقة التي يفكر بها اليوم، وهذا ما كان وسيظل يحدد مستقبل الإنسان وأن يستمر في حياته بشكل أفضل عما سبق في البيئة المتغيرة والتي لا تثبت على حال. ويستطيع تحمل منافسات الحياة العنيفة.
إن تطور عقل الإنسان البدائي، بان وظهر وانكشف منذ أن صنع أدواته من الحجر والعظام، وعرف النار وطريقة إشعالها فتمكن من الطهي الذي طور غذائه وحافظ عل صحته، وكان أيضاً لديه حس فني، فكان يحفر وينحت تماثيل من العظام ويلون جدران الكهوف بالرسم الذي يصور أساليب الصيد، واللحظات الحاسمة في القنص والمطاردة. أو تلك التي بلغت مستوى أعلى فكانت لها دلالات دينية أو سحرية. ومن هنا كانت بداية الاستخدام البدائي للرموز، الذي تطور إلى شكل متقدم في بعض الطقوس السحرية وما يشابهها.
وزادت سرعة تطور وتقدم العقل الإنساني، فصنع الحضارة، وعرف الزراعة ونماها، واستأنس الحيوان، وعرف تشغيل المعادن. واستخدم الحديد، ثم بدأ العصر البرونزي بعد ذلك. وبعد ذلك تعلم الإنسان ونجح أن يعمل ويزاول المهن والصناعات بمواد متنوعة وأن يستزرع النبات ويربى الحيوان لمنفعته الخاصة. وفي لحظة فارقة في تاريخه الإنساني تعلم الإنسان الكتابة، التي أسرعت في طور قدرته وسلطانه على أشكال الحياة، فلقد مكنته من أن يستفيد من خبرات أوسع بكثير، وأدى تجميع الخبرات هذا إلى فهم أعمق وأعظم لبيئته الطبيعية الذي ساعده على السيطرة عليها، ومكنته من أن يسجل ويحفظ كل ما يريده من خبرات وينقلها للأجيال المتعاقبة، وهذه القدرة الأخيرة ساعدته على بسط سلطانه على الحياة بدرجات أكبر وأعظم من السابق في تاريخ الإنسان. وعلى أية حال فإن هذه العملية التطورية الأساسية التي تحدثنا عنها بشكل موجز، قد استغرقت فترات طويلة من الزمن في تاريخ الإنسانية.

ذكاء الإنسان

=========
ذكاء الإنسان يعتمد على شيئين هما تركيبته البيولوجية أي جيناته الوراثية التي تعبر عن القدرة الفطرية القادرة على معرفة الواقع، والشيء الثاني هو التفاعل مع الحياة. ومعرفة الواقع يأتي كنسق من التداعيات المكتسبة آلياً تحت ضغط الأشياء والتي تعبر عن القدرة المعرفية المكتسبة من واقع الحياة.
فذكاء الإنسان تحكمه ظروف الوراثة (أي انتقال الصفات من كائن حي إلى ذريته)، وظروفه البيئية، وتفاعلهم معاً, ومرتبط بقدراته العقلية على التحليل، وقدرته على ضم ألأجزاء المتفرقة وترتيبها وربط بعضها ببعض للحصول على وحدة متكاملة، وقدرته على التمييز والمرونة والسرعة في تناول المستجدات سواء اجتماعية أو حركية أو ذهنية. وقدرته على التفكير والاستنتاج المنطقي والتخطيط وحل المشكلات وجمع وتنسيق الأفكار والتوهج العقلي والألمعية والقدرة على خزن المعلومات والتوصل إليها، ورسم الاستنتاجات، والتقاطه للغات، والقدرة على التعبير اللغوي واستعمال الكلمات التي يطورها بالتمرين المستمر.
فهناك علاقة وثيقة بين اللغة والعقل وسرعة التعلم، والقدرة على الإحساس وإبداء المشاعر، وفهم مشاعر الآخرين، وسرعة المحاكمات العقلية، ومواجهة الصعاب، ومهارة التكيف مع الظرف الطارئ لحل المشاكل التي تعترض مسيرة الحياة.
الذكاء يتمثل في القدرات العقلية والجسدية (ما سوى الرأس والأطراف من الجسم)، والتفاعلية التي يمتلكها الإنسان على التكيف مع مختلف جوانب الحياة والإبداع فيها، ويستطيع أن يعبر عنها عن طريق التفكير والنشاط الحركي والتكيف. وأن يبتدع أشياء جديدة أخرى لم تكن موجودة من قبل في شتى مجالات الحياة.
الذكاء يعبر عن المميزات والمهارات السلوكية للتفكير الصحيح، والقدرة على الخيال والتصور والواقعية، والقدرة على التحكم بنشاط الجسم بشكل بديع وبرشاقة وتوازن وتناسق، والقدرة على الإحساس بإيقاع الحياة والموسيقى والتفاعل معها، والقدرة على التواصل مع الآخرين في الحياة، والقدرة على أن يعي الإنسان نفسه والعالم الذي يعيش فيه، ويدرك العلاقات التي تربط الأمور والظواهر المحيطة به، وقدرة الإنسان على أن يصنف ويجدد أنماط الحياة. فالذكاء في باختصار، هو قدرة القدرات العقلية.


طبيعة ذكاء الإنسان

============
إن فهم طبيعة الذكاء وتعريفه من حيث المفهوم والمعنى نفهمه من طرق دراسة الذكاء وطرق قياس الذكاء. ومن هذا التنوع والاختلاف الذي حدث في تاريخ طبيعة الذكاء، بين مختلف طرق دراسته، ومختلف طرق قياسه، يمكن الحديث بشكل موجز وعام كما يلي، لنحاول فهم طبيعة الذكاء:
طبيعة الذكاء أنه ينطوي على معاني عديدة ترتبط بالوراثة والبيئة والناتج السلوكي الذي يمكن الحصول عليها من اختبارات الذكاء. فالذكاء ينطوي على: 1) فعالية عصبية (حسية/حركية) متنامية ذات قدرات متعددة تعمل بعد إثارة الاستعداد الموروث بالمنبه الخارجي المناسب. 2) وله بناء وتكوين. 3) وله وظيفة وغاية.
فمن حيث البناء والتكوين: هو قدره فطرية عامة أو عامل واحد يؤثر في جميع أنواع النشاط العقلي، ويمكن قياس هذا العامل بمجموعة من الاختبارات للقدرات العقلية واللفظية والرياضية. كما أن بناء وتكوين الذكاء يتألف من قدرات عقلية متعددة مستقلة عن بعضها البعض كالفهم، والرؤية، والابتكار، والنقد، وتوجيه الفكر في اتجاه معين واستبقائه فيه. فالذكاء يرتبط بالنمو والخبرات السابقة، والقدرة على التعلم والاستفادة من الخبرات السابقة فيما يستجد من مشكلات. والقدرة على التفكير المجرد الذي يعتمد على المفاهيم الكلية وعلى استخدام الرموز اللغوية والعددية. والقدرة على التكيف العقلي مع الحياة وظروفها المتجددة، والقدرة على الابتكار في إدراك الأشياء من أولها. والقدرة على الإبداع هي قدرة عامة ناتجة عن التفاعل بين الوراثة والبيئة تساعد على التعلم وحل المشكلات، وفي إنتاج أشياء لم تكن متوقعة ولم يخطط لها سابقاً وفي إحلال أفكار ومفاهيم جديدة، وفي التميز والجدية والتطوير وتحسين الأداء والخروج بمحصلة نافعة ومقبولة اجتماعياً وذاتياً من خلال الإحساس بالمشكلات والمعلومات المتوفرة والاستعداد والانفعال، ومن خلال تنشيط وتقوية هذه العوامل وغيرها لتصبح قاعدة للتطوير في المستقبل وحل للوضع الحالي.
أما الذكاء من حيث أن له وظيفة وغاية : فهو القدرة على التفكير المجرد ، والقدرة العامة على التكيف العقلي مع المشاكل ومواقف الحياة الجديدة ، والقدرة على وعى الأحاسيس أي القدرة على الإدراك والفهم والتعلم من المحاولات الفاشلة، والقدرة على الاستفادة من الخبرات السابقة في حل مشكلات الحاضر والتنبؤ بمشكلات المستقبل.
ذكاء الإنسان هو ملكة يتميز بها عقله. هذه الملكة تتكون من العديد من القدرات، والقدرات كذلك تشتمل على العديد من العناصر مثل بعد النظر، وإدراك العلاقات الجديدة والقدرة على التفكير أو الاستدلال المجرد، والتخيل، رشاقة وسهولة التعبير اللفظية وسلاسة وفصاحة وعذوبة المنطق والفهم، والقدرة العددية، والذاكرة ... و.. الخ الكثير. إلا أن الكثير منها متداخل ومن الصعب تحديده أو تعريفه بدقة. ومع هذا يبدو أن هناك قدرة شاملة من نوعٍ ما يمكن أن نطلق عليها "الذكاء العام" هي الأساس الذي تقوم عليه القدرات المنفصلة مثل القدرة اللغوية أو غيرها. والقدرة الوحيدة التي تميز بها الإنسان هي القدرة على الكلام. وهي قدرة تدل دلالة كبيرة على الذكاء. كما أن البيئة لها دور هام في تحديد الذكاء. ولا يمكن الفصل بين آثار الوراثة وآثار البيئة الصالحة أو الفاسدة، كما أن الدرجة التي يعتمد بها الذكاء على الوراثة هي على الأرجح أكبر من تلك التي يعتمد فيها على البيئة، مع استبعاد الظروف البيئية شديدة التطرف. وبإيجاز: الظروف الكيماوية والجسدية للمخ تحدد بدرجة كبيرة أفكار وأفعال صاحبه. فالإنسان بوجه عام ابن البيئة والوراثة معاً. والذكاء الإنساني ابن تفاعلهم معاً. وعلى قدر ما يتمتع به الإنسان من صحة عقلية وجسمية على قدر ما يزداد إنتاجه وعطائه وتضحيته. إن ظاهرة تفرد الإنسان من أهم حقائق الوجود. والذكاء بشكل عام من أهم المميزات التي تميز الفرد عن باقي المجموعة، وتتمايز أنواع الذكاء في الشخص نفسه، والذكاء من أهم الجوانب البارزة في الشخصية والتي تترك طابع خاص للفرد لدى الآخرين، ويعد الذكاء من المكونات الأساسية للشخصية. الذكاء باعتباره قدرة عقلية عامة، فهو صفة وليس كينونة، ولهذا يعتبر عاملاً مهماً ومؤثراً على حياة الأفراد. لأن الذكاء يتم بتكيف الفرد أو توافقه مع البيئة الكلية التي تحيط به أو مع جوانبها.


تطور ذكاء الإنسان

=============
أن البشر لا يتوقفون عن النمو خلال رحلتهم الحياتية. ففي كل مرحلة من مراحل العمر تحدث تغييرات نفسية واجتماعية مرتبطة بشكل ما بالتقدم في العمر. مما يؤثر في تطور ذكاء الإنسان. منذ أن بدأ في استخدام عقلة للتأقلم مع البيئة المحيطة. وكما حدث هذا مع الإنسان خلال رحلته التاريخية الطويلة.
ومن آثار تطور عقل الإنسان وذكائه وقدرته تتضح في مدى سيطرته على الطبيعة وما فيها من أسرار، وقدرته على الانتقال من الأسطورة إلى اللغة العقلية، وقدرته على التوفيق بين العقل والإيمان أو بين الفلسفة والدين، وقدرته على التطور نحو تحرير العقل والتفكير المستقل غير المحدود عن أي مضمون ثابت يفرض عليه من الخارج والتمرد على أية سلطة فكرية، وتحرر العقل من سيطرتها.
كما أن الفهم الإنساني و المعرفة وفكرة الروح وأصل المعرفة وصلتها بالأفكار الفطرية والمكتسبة فطرية بمعنى أن الذهن لدية القدرة على معرفتها وأن هذه المعارف تنبثق من داخل الوحدة العنصرية، ومكتسبة بمعنى أنها تتأثر بما يثيره الإدراك الحسي والمعرفي والبصري للعالم الخارجي وما تمدها به تجاربها من مادة خام تسمح وتهيئ الفرصة لنقل ما لديها من أفكار موجودة بالقوة إلى الوجود بالفعل. تتقبل الوحدة العنصرية باستمرار الانطباعات الخارجية ثم تحليلها بفضل ما لديها من قوة نشطة إلى معارف وأفكار، ولكن هذه الأفكار لا تكون واضحة ومتميزة منذ البداية، بل تبدوا لأول وهلة مختلطة وغامضة ولن تكتسب الوضوح والتميز إلا عندما تصبح موضوع تفكير الوحدة العنصرية ووعيها.
فالتفكير هو نشاط عقلي وذهني يمارسه الإنسان إزاء حالة أو موقف قد يكون جديداً عليه لم يتعامل معه من قبل أو قد يكون مر عليه من قبل ولكنه لم يستطع التعامل معه بالطرق والأساليب الميسرة له في حينها، كما أن التفكير يدفع الإنسان عادة إلى تحديد حجم الحالة أو المشكلة التي يتعامل معها ، ثم يبدأ بالتعرف على ما يتعلق بتلك الحالة أو المشكلة من معلومات وحقائق، ويقوم بجمعها وتحليلها من أجل التوصل إلى وضع الحلول المناسبة عن طريق الربط بين تلك المعلومات والحقائق. فكانت قدرة الإنسان من خلال تطور ذكائه وعقله أن استطاع إنجاز العلوم الحديثة والمناهج القائمة على الاستنباط والاستقراء والتجربة و النظر العقلي والاستدلال الذي بالرغم مما فيه من جفاف وآلية، استطاع أن يكسب الفكر نفاذاً ودقة وقدرة على التمييز والتقسيم والتفريغ وغيرها من الصفات.
الذكاء يمثل مهارات عقلية تطورت عبر تاريخ الإنسان من خلال التعلم من مجمل المشكلات التي واجهها الإنسان في الحياة، ومن مجمل الصعوبات التي مر بها في رحلته مع الطبيعة، ومحاولاته المستمرة للتغلب عليها والتمكن منها، من أجل أن يحيا الحياة التي يطمح إليها. فذكاء الإنسان متعدد ومتنوع القدرات العقلية، ومتطور بتطور الحياة.


نظريات ذكاء الإنسان

==============
نظريات ذكاء الإنسان في جوهرها وبشكل عام، ترى أن الإنسان نتاج الوراثة والبيئة. وتوجد نظريات عديدة في الذكاء ولكننا نكتفي منها بالآتي:

نظرية الذكاء الفطري الناتج عن الجينات الموروثة:

الذكاء الفطري أو الذكاء عن طريق الجينات الموروثة، في نظرية الحتمية للحياة وأشكالها المختلفة وكيف تتفاعل الكائنات الحية مع بعضها ومع البيئة التي حولها. التي تزعم أن طبيعة الإنسان محتومة بتأليف مكونات بسيطة وتنسيق وإنشاء وراثي لا فكاك منه. وترى هذه النظرية، أن الذكاء هو القدرة الفكرية الفطرية الموجودة لدى كل فرد منذ الولادة وبكمية محدودة تختلف باختلاف الأفراد، والأمم، والأجناس المختلفة (أبيض/أسود) أو المجموعات العرقية، وأصحاب المهن المختلفة، وكذلك النوع (ذكر/أنثى). وأصحاب هذه النظرية ينظرون إلى مفهوم الذكاء على أنه سمة أو خاصية عامة يمتلكها الفرد بقدر معين. هذه النظرية تبرز دور الوراثة في حياة البشر. وكأن الوراثة هي العامل الوحيد أو الأهم في الحياة. وأن الفروق بين الناس سببها فروق في القدرات الموروثة وهو ما لا يمكن تغييره.

نظرية التفاعل البيئي المؤثر:

النظرة الحالية للذكاء ونظرية أبحاث الدماغ والتي تناولت تشريح المخ وتحديد الوظائف الأساسية للجانب الأيمن من المخ والجانب الأيسر منه. وترى هذه الأبحاث على أن الذكاء في جوهره مجموعة من الوصلات العصبية المتشابكة، والذكاء ينتج عن عدد كبير من القدرات العقلية المترابطة، التي تتوقف على عدد ونوعية الارتباطات أو الوصلات العصبية، التي يكونها الفرد نتيجة الخبرات التي يمر بها، وأن الفروق الفردية ما هي إلا نتيجة الوصلات العصبية التي يمتلكها الفرد. وإذا كانت البيئة تتميز بالتنوع والتغير فهي بخصائصها تحدد طبيعة الذكاء. والإنسان مدين لبيئته الطبيعية والاجتماعية بجميع مقوماته العقلية والجسدية.
وأكدت هذه النظرية على أن الذكاء يتألف من عدد من السمات والقدرات المتواجدة في الشخص الواحد ولكن بدرجات متفاوتة، وأن كل من هذه السمات والقدرات تعمل في جزء مختلف من الدماغ، وأكدت على قابلية المخ على التعديل الذاتي من خلال التفاعل البيئي المؤثر، فيتطور وينمو طبقاً للتفاعلات المؤثرة التي تعمل كمثيرات معدلة للاستجابة النابعة من التغيرات البيئية. وطبقاً لهذه النظرية فإن الذكاء هو طاقة حيوية وقوة نامية. فالقدرات العقلية بما في ذلك الذكاء تتطور أثناء النشاط اليومي للإنسان. حيث أن البيئة لها تأثير كبير وقوى في شخصية الإنسان وتصرفاته ورغباته وذكائه، فالبيئة مندمجة بالحالة السيكولوجية (النفسية) للشخص حيث تكون استجابته معتمدة على الخبرات السابقة المكتسبة من بيئات سابقة بعضها يصنعها أو يؤثر بها الشخص نفسه. والذكاء وظيفة الدماغ وهو لا يظهر إلا عن طريق تبادل المعلومات مع البيئة حيث ينشأ أثناء عملية الممارسة الواعية.
عزيزي الزائر تابعنا في الجزء الثاني:

تطور ذكاء الإنسان ج 2

عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً

== القادم أجمل أنظر الجزء الثاني:

تطور ذكاء الإنسان ج 2

تطور ذكاء الإنسان ج1 The evolution of human intelligence c 1 Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 11/25/2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.