Top Ad unit 728 × 90

News

recent

تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج1| الجزء الأول من تأمل أصل الكون ومصير الروح


دراسة عن أصل الكون ومصير الروح  ج 1

Reflections on the origins of the universe and the fate of self-A1

الإنسانية وتاريخها في المحاولات المستمرة لمعرفة بدايات نشأة الكون

أهمية المنهج العلمي السليم

التأمل في تاريخ الكون

التفسيرات الدينية

العقلية الإنسانية مرت بثلاثة أدوار:

دور الفلسفة الدينية، ثم دور الفلسفة التجريدية، ثم دور الفلسفة الواقعية.

الإنسانية وتاريخها في السعي الدائم لمعرفة بداية العالم:

عاش الإنسان في آفاق الدنيا الواسعة، سائحاً طوافاُ مجهولاً،لا تستقر به أرض، ولا يهدأ له قدم أو حال أو مقام. كما أ إن محاولات البشر على مر التاريخ لمعرفة نشأة الكون ومصير النفس، ومحاولة معرفة ما نراه حولنا في هذا الكون من أشياء صغيرة كالكواركات والإلكترونات وأشياء كبيرة كالمجرات والحشود المجرية والكائنات الحية والإنسان، يدلنا على أننا نعيش على سطح ذرة غبار كونية هي (الأرض)، تدور حول نفسها وتدور حول نجم عادي هو (الشمس)، في طرف ناءٍ لمجرة تسمى (درب التبانة) من نوع شائع، ضمن ما يقرب من مائة مليار مجرة في الكون. وتستثير حقيقة عدم أهميتنا الكونية مجموعة من الحيل الدفاعية المدهشة في النفس البشرية.


 كما أن نظرة العلوم للعالم الحقيقي والعالم الزائف، نجدها في حقيقة مفادها، أنه لكل علم من العلوم طريقته الخاصة به ولأدواته لمحاولة فهم ومعرفة أو التعرف على العالم الحقيقي والعالم الزائف. وإيضاح الحقيقة ليس بالأمر السهل ولا الهين كما هو متوقع. ولهذا كان لابد من الأخذ بالمنهج العلمي السليم وبالتفكير المنطقي. 


كما أن جميع الأفكار خاضعة للاختبار من خلال التجربة والنقد. وفي السنوات الأخيرة ظهر للنور مزيجا جديد من المعرفة العلمية، وهو مستمر في الازدهار. ولهذا فإن تقدم الأمم يقاس بما لديها من أدوات التقدم والنجاح، وأول هذه الأدوات هو الرشد المعرفي، والاهتمام بالبحث العلمي، والاهتمام برأس المال البشري الذي يقود عمليات البحث العلمي وتطويره، وإبراز الروح العلمية والطريقة العلمية.


 لهذا نجد الأمم التي تجعل أول وأهم أدواتها البحث العلمي وتنمية رأس المال البشري الذي يقوده، هي التي تستطيع إنجاز قدر كبير في التقدم والرقي والحضارة أكبر بكثير من غيرها. كل هذا يعكسه الإنفاق الكبير من الدخل القومي لتلك الأمم في مجال البحث العلمي. 


فالعلم يضاعف الإرادة والقوة والإنجاز في حياة الأمم والشعوب على اختلاف مراحل تطورها، كما أن العلم يهب أعمال الأمم صفة الشمولية والصدق والقدرة على التكرار، ويحول الأفعال إلى مهارات وإلى رشد ورشاد ويحول مخزون الأمم الثقافي إلى واقع حضاري عالمي راقي. 


إن تقدم الأمم يحتاج إلى العمل العلمي المؤسسي، والتجمعات العلمية العالمية، والاجتهاد في تأسيس جماعات علمية في كل تخصص علمي، وإلى التخصصات الدقيقة باحترافية عالية ودقة علمية واضحة. في كل نواحي الحياة العلمية والتقنية والتكنولوجية. الأمر الذي جعل من أهم واجبات الأمم المعاصرة هو أن تتفاعل في تنشيط حركة البحث العلمي. وحركة المجتمعات العلمية.

أهمية المنهج العلمي السليم:

 

المنهج العلمي السليم يساعدنا في سلوك السبل الصحيحة للحصول على القوة اللازمة لجعل حياتنا أفضل بكثير مما هي عليه.

 

فالاهتمام بالبحث العلمي وتطبيقاته وأبحاث علماء الكوسمولوجيا (علم الكون)، وأبحاث الفيزياء الفلكية، والكيمياء الفلكية، والأحياء الفلكية، وفيزياء الجسيمات الفلكية.

 

كما أن الاستعانة بفروع عديدة من العلم لتفسير سبب وجود العالم، ودراسة الكون وتطور الأرض وتطور الحياة وتطور الإنسان، له جذوره التاريخية التي امتدت عبر السنين من الحضارات المختلفة وعلى مدى تاريخ البشرية.

 

وقد تناوب على حمل راية العلم العديد من الرواد والباحثين والعلماء، في أجيال متعاقبة على مر السنين، الذين كان لهم الفضل في تطور مسيرة العلم وتوسيع آفاقه بالأبحاث والتجارب العلمية، مما ساهم في حل بعض أسرار الكون، وبزوغ أخرى.

 

واستخلاص الإجابات المختلفة منها إجابات متوقعة ومنها غير متوقع ليساهم آخرون من العلماء في مختلف التخصصات العلمية في إعطاء التفسيرات لها ، وللإجابة على الأسئلة الكثيرة التي تدور في العقل البشري.

 

التأمل في تاريخ الكون:

وعندما نتأمل كوننا الغامض الذي نجاهد لمعرفة المزيد عنة سواء عن بداية أو ونهاية ألعالم أو عن العدم السابق للوجودي والعدم اللاحق للموت. من خلال استرجاع الشريط الكوني للخلف . ومن خلال دراسة خط الزمن الذي يبين اللحظات الهامة في تاريخ الكون.

 

فعلى مر ألتاريخ نبع من الثقافات العديد من الأفكار  (سواء أكانت حقيقة أم زائفة أو أساطير أو خرافات) عن الخلق تفسر أصولنا كنتيجة لقوى كونية تشكل مصائرنا.

 

وبالبحث في التاريخ الثقافي والعلمي للإنسان في مختلف قارات العالم لفهم الظواهر المختلفة برؤية مختلفة وبإلقاء الضوء على عوامل التطور بالأسلوب ألوصفي والتحليلي ألمقارن وبدراسات وأبحاث متنوعة ومن منطلقات ووجهات نظر مختلفة لتشكيل وحدة متكاملة تتناول التراث المادي والفكري والروحي للإنسانية. لمعرفة بدايات ونهايات الكون ومصير النفس، من خلال التفسيرات ألدينية والتفسيرات ألعلمية والتفسيرات ألفلسفية التي نذكر منها بإيجاز في الآتي:


تعتبر كل من الفلسفة والدين والعلوم الحديث النظرية والتجريبية كلها حركات فكرية تحاول كل على حده وعلى طريقتها الخاصة الوصول أو الاقتراب من الحقيقة لمساعدة الإنسان عل فهم معضلات الحيات وتعقيداتها وبعض ما يكتنفها من أسرار والعيش حياة عادية تسودها أجواء من الراحة والمتعة.

 

كان الإنسان القديم له تصور محدود عن الكون والأرض والشمس والنجوم والقمر نظراً لمحدودية ثقافته وضعف معارفه العلمية في تفسير الظواهر الطبيعية وصنع الفرضيات ومنطق الغيبيات.

 

ففي بداية حياة الإنسان على الأرض كان الإنسان بسيطاً في تفكيره وفي استيعابه للظواهر الطبيعية كالمطر والرعد والبرق، وتعاقب الليل والنهار، وتعاقب الصيف والشتاء والربيع والخريف وما إلى ذلك.

 

ومع أن كل ألأفكار البشرية عن بداية نشأة الكون ونهايته ومصير النفس تبدأ عادة بالصورة ألكبرى فإنها سريعاً ما تتجه صوب كوكب الأرض في سرعة مدهشة وتمر مروراً سريعاً بنشأة الكون ومصير ألنفس ونشأة الحياة على الأرض ومحتوياتهم جميعا حتى تصل إلى تفسيرات مستفيضة مطولة لتفاصيل عديدة ومتنوعة عن التاريخ الإنساني و الصراعات الاجتماعية.

 

وكان الإنسان يتعامل مع جميع أنواع المعرفة على أنها جوانب فلسفيه تستخدم فيها أسس المنطق العامة لتفسير ما يحيط بيه من ظواهر الطبيعية.

 

ولكن تجارب الإنسان الجماعية في أشياء ـــ على سبيل المثال لا الحصر ـــــ كالنوم والأحلام والموت جعلت الإنسان الأول يفكر وكانت تتشكل معتقداته بطرق مختلفة عن طرق التفكير الحالية التي كانت نتيجة للاكتشافات العلمية والاختراعات التي ظهرت نتيجة كفاح وجهد المفكرين والرواد والباحثين من بنى الإنسان حتى يستطيعوا تحقيقا منذ اكتشفت طاقة الفحم والبخار مثلاً ، ثم اكتشفت طاقة الزيت والغاز والكهرباء والطاقة ألنووية وغيرها

وبالتدريج بدأت تختلف الرؤى والمعتقدات والأفكار لبني الإنسان. حيث ظل الإنسان البدائي يواصل التفكير في الخلق الأول ويتصوره مصدراً للقوة والخلق. ودقت أبواب العقول الكثير من الأسئلة التي تثير الشك المصحوب بالفضول بحثاً عن الحقائق! ، وتباينت صور الوجود والخلق في أذهان البشر وبدأت تدور أشكال كثيرة ومتنوعة من الأسئلة مثل:


من أين جاء هذا الكون ومتى بدأ وكيف هل هناك بداية أولي وهل كان الكون موجوداً قبل أن يخلق وهل كان هناك فراغ تام لا نهائي ولو وجد فكيف تولدت منه المادة ومتي ومن نحن ومن أين جئنا وإلى أين نذهب ولماذا نموت وكيف انبثق الكون وكيف سيموت وماذا كان قبل بدء الكون وكيف تكونت ألنجوم وكيف نشأة المجموعات ألشمسية وكيف بدأت ألأرض وكيف بدأت ألحياة وماذا يخبئه المستقبل للإنسان وماذا يحدث في الفضاء ألخارجي وأية قوى حققت ظهور ألإنسان وماذا يحدث في الذرة وفي باطنها وماذا يحدث في الخلية وفي باطنها وماذا تم للعلم اكتشافه وماذا حقق وفسر حتى الآن؟ 


وللإجابة على جميع هذه الأسئلة وغيره بإجابات متنوعة هادفة إلى معرفة ألبدايات نجد الإجابات تقوم على فرضية أساسية مفادها أن الكون يسير وفق قواعد عامة توضح بعضها على الأقل من حيث المبدأ. كل هذا بهدف تقديم صورة عامة عن نتائج البحث العلمي . والحق أنه لا إجابة على هذه الأسئلة النهائية حتى الآن.

واختلفت إجابة البشرية على مثل هذه الأسئلة عبر تاريخها الطويل. ووجدت إجابات في الأديان السماوية . وكذلك في مختلف الأديان الوضعية . وأيضاً في مختلف الحضارات والثقافات على مدى تطور العقل الإنساني في الزمان والمكان . ومن المدهش أن نجد أن الأشياء المادية والروحية التي تشكل الملكية الثقافية لمختلف الشعوب البشرية نجدها غنية ومتنوعة.

واختلفت الإجابات بين المفكرين والفلاسفة والباحثين والدراسات ألمختلفة على طول التاريخ الثقافي للإنسان في بناء صرح الحضارة الإنسانية. ولا زالت الأبحاث العلمية تجتهد وتبحث حول نشأة الكون ومصير النفس وتفسير المواقف الغامضة والاستفادة من الأحداث غير الواضحة للتوصل إلى نتائج لم يتم التوصل إليها مسبقاً ولم تنتهي البحوث حتى اللحظة التي كتب فيها هذا الموضوع ولا زال البحث مستمر في محاولات للاقتراب من الحقائق الغائبة .

ولا زال البحث جاري للاقتراب أو لبلوغ نوع من المعرفة التي تجيب على مثل هذه الأسئلة السابق ذكرها وغيرها من الأسئلة التي تدور في العقل البشري عن بداية نشأة الكون وتطوره وبداية أكبر للبنى التي كونتها ألمادة وبداية نشأة الشمس والنجوم والأرض وتطورها

ونشأة الجبال والصخور والبحار والمحيطات بل والجو والهواء وتطورها ونشأة الحياة وما قبل الحياة وتطورها ونشأة الإنسان وما قبل الإنسان وتطوره والخلاف بين الإنسان وسائر الأحياء

والخلاف بين الإنسان الأول وإنسان بداية التاريخ وإنسان العصر الحديث وإنسان الطاقة الذرية وعصر الفضاء والبحث في الأطوار التي استغرقت بلايين وملايين ومئات الألوف وألوف من السنين. لتقريب البعيد إلى ألحاضر وتقريب الخيال إلى الواقع.

ويظل البشر مفتونين بموضوعات البدايات لأسباب متعددة منها المنطقي ومنها العاطفي.

                                        التفسيرات الدينية

عرفت البشرية عبر تاريخها الأديان وتاريخ الأديان يشير إلى سجل من الأفكار والتجارب العقدية التي اعتقدها الإنسان منذ قديم الأزمان وازداد عددها وتنوعها بسبب تعدد وتنوع ثقافات وتقاليد وعادات الشعوب فمنها ما هو وضعي أو فلسفات أو حِكّم أو روحانيات أو حالات من التأمل كالهندوسية والبوذية ومنها ما هو سماوي كاليهودية والمسيحية وختاماً الإسلام.

والأديان بوجه عام

فطرة ذاتية في النفس ألإنسانية حيث لا يمكنها الطمأنينة والعيش السعيد إلا في ظلالها. واستمرت الأديان ترافق البشرية في مختلف أطوار ألحياة وكان لها دورها البارز في كل نهضة وحضارة لكل أمة. وتشتمل الأديان على مجموعة القوانين والقواعد الآمرة بالخير  والإحسان والناهية عن فعل الشر وكل المبادئ التوجيهية الأخلاقية.

الدين هو علاقة بين طرفين يخضع أحدهم للآخر يقدسه ويبجله ويعبده. والتدين يهدف إلى تقديس حقيقة خارجة عن نطاق الأذهان . فالنزعة الدينية أصيلة وعريقة ومشتركة بين كل الأجناس البشرية وملازمة للطبيعة البشرية.

والتدين فطرة ونزعة أصيلة في الإنسان وهو جزء من كيانه ووجوده ومن دوافع الفطرة إلى التدين إحساس الإنسان بالرهبة أمام هذا الكون وعظمته وما يدور فيه مما جعل الإنسان تواقاً إلى البحث عن الخالق لهذا الكون المدبر العظيم لشؤونه.

العقلية الإنسانية مرت بثلاثة أدوار

دور الفلسفة ألدينية ثم دور الفلسفة ألتجريدية ثم دور الفلسفة الواقعية. وفلسفة الدين هي الدراسة العقلية للمعاني والمحاكمات التي تطرحها الأسس الدينية وتفسيراتها للظواهر الطبيعية وما وراء الطبيعة مثل الخلق والموت ووجود الخالق.

كما أنّ الأديان تقوم على اليقين والالتزام وقداسة النص الديني وتدعو البشر إلى التأمل والتدبر والنظر في العلم وطلب المعرفة. والأديان التي من عند الله أو الأديان السماوية هي أديان تدعو لعبادة وطاعة خالق واحد فقط هو الله. وأن هناك بعد الموت بعث وثواب وعقاب. ولابد من الإيمان بالآخرة والبعث من جديد . استمر الدين يرافق البشرية في أطوار الحياة وكان له دوراً بارزاً في كل نهضة وحضارة.

الدين الإسلامي ونشأة الكون ومصير النفس

أما الإجابات عن الأسئلة السابق ذكرها من خلال البحث في الدين الإسلامي باعتباره آخر الأديان وخاتم الرسالات السماوية فنذكر بعضها في الآتي: 

إن نزول الكتب السماوية على أنبياء الله ورسله بَرَّد الاضطرابات الذهنية والمعتقدات الطوطمية فكان كل صاحب رسالة يهدي معاصريه إلى الإيمان بالله ومنهم من يهتدي ومنهم من يضل والدين عند علماء المسلمين هو وضع إلهي يرشد إلى الحق في الاعتقادات وإلى الخير في السلوك والمعاملات. وسائق لذوي العقول السليمة باختيارهم إلى الصلاح في الحال، والفلاح في المال. وبهذا فالدين عقيدة وشريعة وليس مجرد اعتقاد وأنه نظام رباني عام وشامل جامع وهو النظام الكامل.

        

                                          من الآيات القرآنية التي توضح
                                          بدأ خلق الكون ومصير النفس

 


       قوله سبحانه وتعالى:

  ﴿  قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ  ﴾    العنكبوت:20.

 


وقوله سبحانه وتعالى:

  ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ق آية 38

وقوله سبحانه وتعالى :

        ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾ هود آية 7

 

      وقوله سبحانه وتعالى:

  ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ق آية 38

وقوله سبحانه وتعالى :

        ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾ هود آية 7

 

وقوله سبحانه وتعالى:

﴿  فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ﴾   فصلت:12].


  وقوله سبحانه:

          ﴿  وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ  ﴾      الذاريات:47].

وقوله سبحانه:

         ﴿  قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ*وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ*ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ  ﴾  فصلت:9-10-11].

            وقوله سبحانه : حول تحديد نهاية العالم . وسؤال الناس عن الساعة، واستعجالهم بها، وشكهم فيها، والسخرية منها، فاليهود سألوا الرسول (ص) امتحاناً والمشركون تكذيباً واستعجالاً لها. كلٌ سأل بحسب النفوس السائلة وقربها من الإيمان أو بعدها ، كما أن الساعة غيب اختص به الله سبحانه ، ولم يشأ يطلع عليه كل الخلق ولا بعض الخلق بما فيهم الرسول والملائكة المقربين . فكان الجواب بالنص القرآني الآتي :

 ﴿ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ﴾. سورة الأحزاب آية63 .

 وروى الإمام أحمد عن سهل بن سعد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

بعثت أنا والساعة كهاتين (هكذا) وأشار إلى السبابة والوسطي.

خرجه أهل الصحيح .

كهاتين أي متلازمين للأحياء والأموات لأن الزمن فرع للحدث وحيث لا  يوجد حدث لا يوجد زمن بالنسبة للأموات.

 

       ويقول تعالى في سورة القمر من الآية1 إلى الآية4:

﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4(﴾

       الساعة والحاقة والطامة، كل منها اسم من أسماء القيامة. وفي هذه الآيات ذكر الوعد والوعيد وبدأ الخلق وإعادته، والتوحيد وإثبات النبوات. والساعة على قسمين هما الساعة من آدم حتى تقوم الساعة أي القيامة، والقسم الثاني هو ساعة خاصة لكل فرد من الأفراد حينما تخرج روحه إلى بارئها ( من مات فقد قامت قيامته). والساعة العامة بمعنى أن قيام القيامة له آيات صغرى ثم آيات  كبرى ثم تقوم القيامة . وفي الآيات إنذار لعباده بدنوّ القيامة، وقرب فناء الدنيا وانقضائها، وأمر لهم بالاستعداد لأهوال القيامة قبل هجومها عليهم، وهم عنها في غفلة ساهون أو ضالون أو مكذبون. وانشقاق القمر آية كونية معجزة لمن شهدها . ولا يقصد منها المعجزات الدائمة .

    وقوله تعالى عن خلق الإنسان من طين

 مبتدأً بأصل النشأة الإنسانية، منتهياً إلى البعث في الآخرة، مع الربط بين الحالتين في سياقٍ واحد، في سورة المؤمنون:

﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17) وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ (20) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22 . صدق الله العظيم .

       وقوله تعالى في سورة السجدةعن خلق السماوات والأرض وما بينهما

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) ﴾  . صدق الله العظيم .

    وفي سورة نوح آية من 15الى20 عن خلق الأكوان والأفلاك . قال تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20  . صدق الله العظيم

       لقد تحدث القرآن الكريم عن السماء ومفهومها وعن مراحل تشكلها ، كذلك تحدث عن مراحل خلق الأرض وجعل فيها رواسي من فوقها وبرك فيها وقدر أقواتها .

       وعن مفهوم مقدار اليوم في القرآن

        قوله تعالى﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ  الحج:47 ، وكذلك قوله تعالى﴿ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ  السجدة/5 ، يقول الله سبحانه وتعالى﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ  في سورة المعارج ، وفي سورة السجدة :4 ﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ .

       وتحدث القرآن الكريم عن الخريطة الزمنية للستة أيام لخلق السماوات والأرض . ولقد تعرض القرآن الكريم إلى الكون بما فيه السماوات والأرض وعناصرها المتعددة وسكانها وظواهرها فيما هو يزيد عن ألف آية تقريباً. وأن ومصدر الوجود والحياة هو الماء. وعن بداية خلق الإنسان من التراب .


       وعن النهاية للخلق والعودة للبداية :

 

قال تعالى:

 ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾

                      سورة الأنبياء آية 104

قال تعالى:

﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾                  سورة إبراهيم آية 48

وقال تعالى: في سورة العنكبوت الآية 20

﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

قال تعالى في سورة الإخلاص:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ﴾

صدق الله العظيم

       ومن الأحاديث النبوية التي تتحدث عن خلق الكون ونشأته

       روى البخاري وأحمد والترمذي والنسائي عن عمران بن حصين :

 أن أهل اليمن قالوا:

           )   يا رسول الله أخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان؟ قال: كان الله قبل كل شيء، وكان عرشه على الماء، وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض . 
وفي رواية: 

        كان الله ولم يكن شيء غيره. 

وفي رواية: 

           لم يكن شيء قبله. 
وروى مسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: 

         أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعة الجمعة فيما بين العصر إلى الليل.

       وروى أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي رزين قال:

        قلت يا رسول الله: أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وما ثَمَّ خلقٌ، عرشه على الماء.

       ونجتهد حول هذه النصوص فنقول :

      أن الله كان في عماء ، لم تكن هناك سوى ظلمة قاتمة فسيحة ، وسكون صامت ينتظر مشيئة الله لبداية الأشياء وبداية الحياة . فلقد كانت المادة في حالة الرتق حينذاك مفتتة إلى مستوى الذرات متناثرة غير محددة في ظلمة الكون ( في ظلمة الذرة البدائية ، أو كتلة ميكروسكوبية ، وهي السماوات والأرض ، كانتا رتقاً ، وهي حالة ابتدائية حرارتها وكثافتها من الشدة بحيث لم تسمح بوجود أي شيء خلا الإشعاع والجسيمات الأولية) ، منتشرة في هيئة ندى أرفع وأخف من أن يرى الإنسان خلاله شيئاً ، حيث كانت المادة مخففة إلى ما يقرب من الفراغ التام . ولم يكن هناك إلا رشفة واحدة من المادة منتشرة في مساحات كبيرة من الظلام ، ولم يكن هناك أي نور يحدد تلك الظلمات ، ولا حدود ولا علامات ، فلم يكن هناك ما يرى ولا ما يزار ولا ما يدل على الطريق . وهكذا كانت الحال . وكانت السماوات والأرض في حالة الرتق، حيث كانت كتلة هائلة ضخمة مركزة تكدست واتحدت فيها كل ذرات المادة والقوى الكونية لتشكل نقطة أو كرة دون الذرية أو كتلة مكدسة أو ذرة بدائية، التي كانت في حالة رتق. قال تعالى ﴿ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ الأنبياء:30.

لقد أنجز الله الكون في قوله سبحانه وتعالى :

﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾  هود :7  .  يقول الله سبحانه وتعالى﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ  في سورة المعارج . في رحلة طويلة جداً فوق صحارى الماضي السحيق الذي تخطى ببعده ذاكرة الواحات والسراب. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة السجدة : 4  ﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ  وقوله تعالى﴿ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ  السجدة/5  . وبعد ذلك تمدد الكون وتبرّد مخلفاً المجرات والنجوم . قال سبحانه وتعالى﴿  وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ    الذاريات:47 . فلقد كانت الظلمات السائدة حينذاك نقطة بداية لا نقطة نهاية . فلم يكن هناك ما يموت، بل كانت الوحدة والفراغ. يل كانت حالة الرتق التي حدث لها حالة الفتق ، فبدأ التمدد والتوسع ونشأ الكون الذي نسعى ونجتهد في التعرف عليه.

 


عزيزي الزائر  أنظر ج2  
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==
تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج1| الجزء الأول من تأمل أصل الكون ومصير الروح Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 12/02/2016 Rating: 5

هناك تعليق واحد:

  1. Best Slots Casinos of 2021: Top 10 Casino Apps for Android
    Check out the top 10 best 거제 출장마사지 slots apps for Android. 화성 출장안마 We compare the 시흥 출장마사지 best casinos and slots 전라남도 출장마사지 to find the most trusted and trustworthy casinos for 바카라사이트 you.

    ردحذف

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.